رواية ملائك نصيبين
وإن كُنّا ملائك ولسنا ملائكة.. وما عبدنا إلا الواحد الأحدوإن في هذه الدنيا أجناس ..نفوس تهيم بلا جسد
وإن سيرتنا قد أنورت وأبهرت.. في كل أسطورة عاشت إلى الأبد
وأن هذا أوانها لنحكيها ونسردها ... فتبلغ كل ذي عقل ورشد
رأي أحد القراء في رواية ملائك نصبين
"بدأت قصتي مع ملائك نصيبين منذ أن أعلن الكاتب عن اسم رواياته الجديدة، أتذكر أني وقتها تحمست كثيرًا لها لأني ربطت على الفور بين اسمها وبين اسم وفد (جن نصيبين) الذين استمعوا القرءان الكريم من الرسول صلى الله عليه، فأسلموا وقد تم الإشارة إليهم في سورتي الأحقاف والجن .. ومن هنا صرت اهتم بقراءة المقتطفات التي كان يضعها الكاتب على صفحته كل فترة لأعرف ما الأفكار التي تجول بخاطر الكاتب والتي تُحركه لكتابة روايته الجديدة، فوجدته تطرق إلي قصص آخرى قد حدثت من قبل بعثة الحبيب صلى الله عليه وسلم بأزمان طوال، ولا أخفي أن ما شغل فكري حينها وكنت انتظر الرواية لأجله هو كيف سيربط الكاتب كل هذه الأفكار والأحداث والشخصيات بعضها مع بعض دون حدوث أي خلل في السرد، وكيف له أن يجمعهم كلهم في رواية واحدة تحكي لنا كل هذه القصص في تتابع بحيث يقدم لنا عملًا ذات أهمية وقيمة أدبية بطريقة محترفة وبسرد روائي مشوق ... ويا له من عمل شاق وتحدي كبير من الكاتب جعلني انتظر لأرى بنفسي وأحكم. وها قد صدرت الرواية، وقد جاء ما انتظره واقتنيت الرواية لأعرف ما الأمر، وبدأت في القراءة واسترسلت فيها فوجدت أني قطعت شوطًا طويلًا منها دون أن أتنبه لمرور الوقت، وكأن سطورها أخذتني معها في رحلة من النوعية التي لا تمل منها ولا تُنسى، وكأنما لمستني عصا سحرية حملتني إلي أماكن بعيدة وأراضي تحمل شجنًا كبيرًا وعصور قد مضت ولكن ما مضى أثرها على تاريخ البشرية كلها. واستمريت في القراء ووجدت ما كنت أبحث عنه في الرواية وما انتظره منها فوجدت ترابط وتناسق عالي جدًا وحبكة متقنة للغاية، فسعدت جدًا لأن انتظاري لها لم يذهب هباءًا. ووجدت أن الكاتب أبدع في وصف الشخصيات وتصوير هيئتها ومظهرها وحتى حركتها وانفعالتها، وأعجبني جدًا طريقة ربطها ببعضها وكذلك مزجها المتقن مع أحداث الرواية، وكذلك إضفاء لمسه خيالية ساحرة تزيد من التشويق، وكيف أنه استخدم أسلوبه الرائع ليصور لنا ما يجول في عقله بشخصيات وأحاديث يجعلك من وصفها بدقة تظن أنه كان معهم حينها ويتابعهم فنقله لنا كما كانت، فيجعلك تتفاعل مع شخصيات الرواية فتفرح لفرحها وتحزن لحزنها وتبكي من أجلها. ومن ضمن هذه الشخصيات التي أعجبتني كثيرًا، شخصية عمرو بن جابر (الصحابي الجني) وهي من الشخصيات الرئيسية في الرواية ويا لها من شخصية مؤثرة ومُلهمة والتي أبدع الكاتب في وصفها كأنك تراها رأي العين أمامك، كما أنه نجح جدًا في استغلالها وتوظفيها ليمسك بها زمام أمور روايته فتكون عامل مشترك ورابط لجميع أحداث الرواية. أما بالنسبة للغة فأود هنا أن أُحيي الكاتب وأشيد باللغة البليغة المتقنة التي وصل إليها في هذه الرواية، فهناك جهد واضح مبذول من قبل الكاتب أدى به إلى هذا الإتقان، لتلاحظ أن اللغة لديه تطورت وصفًا وحوارًا وسردًا، كما أنه بدا لي تأثره الواضح بلغة القراءن الكريم، فتجد مفرادات وتعبيرات وتراكيب متينة ألبست العمل زينة براقة وملفته للنظر فأضفت عليه سحرًا خاصًا. وهنا جاء دور أن أذكر بعض المشاهد التي أعجبتي كثيرًا، وتفنن الكاتب في تصويرها: - المشهد التي بدأ به الكاتب روايته مشهد (ظام الذي اختار واحد من بني الإنسان ليعلمه علم الإيستوريجا)، وهو مشهد أكثر من رائع كتبه الكاتب بإحترافية تجذب القارئ،ومع استمراري في القراءة وجدت أن الكاتب قد استكمل المشهد وتم عرضه لنا من خلال صفحتين في آخر كل فصل وهذا راق لي جدًا. - مشهد قتل ذو نواس والساحر هيرا، وقد تفنن الكاتب في وصف هذا المشهد حتى أنني شعرت وكأني أشاهده أمامي. - المشهد الذي جاء فيه أن كين يلقي بنفسه من حافة الجبل. - مشهد استماع نفر الجن القراءن الكريم لأول مرة. - المشاهد التي تم من خلالها سرد سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كانت أكثر من رائعة، والتي كتبها الكاتب بطريقة متقنة ومشوقة وبأسلوب أكثر من رائع. بقى لي أن أشكر الكاتب على رائعته التي قدمها لنا، وأن أشيد بالجهد الواضح المبذول فيها، وأن أبدي أعجابي بالرسومات الرائعة. وفي انتظار الجزء الثاني بأمر الله."
إرسال تعليق