تحميل رواية نيكروفيليا pdf شيرين هنائي

رواية نيكروفيليا شيرين هنائي

رواية نيكروفيليا من روايات الرعب المشوقة التي يمتزج فيها الواقع بالخيال، إذ تغوص فيها الكاتبة شيرين هنائي في النفس البشرية، ومن أجمل الاقتباسات التي تعبر عن هذا الأمر:

إنني لا أرى في البشر الأسود والأبيض فقط، إنما هي مساحة رمادية يتراوح فيها البشر بين الرمادي الغامق والفاتح لا جناة هنا ولا أبرياء.

فقط البعض يبدأ بريئاً إلي أن ندفعه دفعاً إلي هاوية الإجرام ،وبعضنامذنب طهرته نواتج أفعاله حتي إنتهي به الطريق أقرب إلي القديسين!!،،

رواية نيكروفيليا

رواية نيكروفيليا تتناول موضوع من أجرأ الموضوعات علي عالمنا العربي إن لم يكن أجرأها علي الإطلاق فهي تحدثنا عن أهمية الصحة النفسية للأطفال.

تقول الكاتبة شيرين هنائي:

إن ما نزرعه في نفوس أطفالنا بلا قصد سنجني أضعافه وسنجني ثمار المذنب.

ولم لا فالنقش في نفوس ومشاعر وأحاسيس الأطفال كالنقش على الحجر، كما أن حياتنا المستقبلية هي ثمار نقطفها لفترة غرسنا فيها الحلو والمر أيام الطفولة.

تقول شيرين هنائي:

لقد نشأت وقد وجدت نفسي - بلا مبرر - محبة لكل كائنات الله وخصيصاً مايكرهها البشر بلا مبرر، عشقت العناكب والسلاحف والحرباء وما الي ذلك من كائنات لم تجد متسعاً لها في قلوب الناس..

ملخص رواية نيكروفيليا

تأخذنا هذه الكلمات السابقة إلى الشخصية المحورية في رواية نيكروفيليا، إنها " منسية ".

منسية فتاه تعاني من مرض فقدان الشهية المستمر بعد وفاة والدتها وزواج أبيها الذي لا يتعامل معها الا اذا احتاح منها شيئاً، وزوجة أبيها التي تجبرها علي أن تأكل ما لاترغب فيه وبواقي طعام متعفنة، أصابها بفقدان الشهية وتقيؤ مستمر.

منسيه عالمها صمت.. عزلة.. أحاسيس شاذة.. هي منسية.. صديقها الوحيد في البيت هو الفأر الذي يسكن غرفتها المظلمة.

لمنسية صديقة واحده في المدرسة لايحبها الأطفال ومعروفة بسلوكها المنحرف معهم.. هي فتنة بنت مغسل الموتي بالمقابر.

تكبر منسية وتصل لسن المراهقة ومازالت نحيلة هزيلة لا تحب الطعام.. فقط تحب العزلة والظلام.

يأخذها والدها إلى المستشفى حيث تظهر الشخصية المحورية الثانيه للرواية، إنه الطبيب جاسر الذي وجد في منسية ضالته التي يبحث عنها؛ فمرضها موضوع جيد لرسالة الماجستير التي يحضرها.

أما منسية فقد وجدت في جاسر طوق النجاة ومخلصها من بيت وأحاسيس مظلمه كئيبة؛ ولكن هل سيكون هو المخلص لها من تلك العتمة التي تكسو غرفتها وتكسو روحها!؟

منسية وداء النيكروفيليا !

منسية مريضة بمرضٍ عضال - مرض النيكروفيليا - وهو من أبشع أنواع الأمراض النفسية إنه مرض اشتهاء الموتي.. مرض نفسي غائر يصيب الذكور أكثر من الإناث.

ترى هل يستطيع الطبيب جاسر أن يساعدها للتخلص منه أم أنه كما قال:

هل منسية فعلاً لعنة علي من عرفها؟ أم وجودها ذاته سبب لدرء اللعنه عنهم حتي ترحل؟

تتلاحق الأحداث بأسلوب الكاتبة وسردها المميز الذي يشدك بشغف فلا تريد أن تضع الرواية حتي تنتهي من صفحاتها التي جاوزت المائة لتنتهي بنهايةٍ صادمة كما كانت كل صفحاتها جديدة وغريبة وصادمة.

آراء القراء والنقاد في رواية نيكروفيليا

تباينت آراء القراء حول رواية نيكروفيليا للكاتبة شيرين هنائي بين من يرى أن رواية نيكروفيليا هي درة أعمال الكاتبة؛ إلى من يشبه الرواية في قصرها والصدمة التي توجهها إلى القارىء برواية " كاري " لعبقري أدب الرعب " ستيفن كينج "، إلى من انحصر نقده للرواية على عنوانها الصادم الجرىء.

كما أن من القراء من رأى التأثر الواضح بأسلوب أحمد خالد توفيق، ولا يفوتنا أن نذكر أن لأحمد خالد توفيق نفسه تعليق على الرواية..

تعليق د. أحمد خالد توفيق على رواية نيكروفيليا

يعلق دكتور أحمد خالد توفيق على رواية نيكروفيليا قائلًا:

ما راق لى فيها هو قدرة الكاتبة على خلق كل هذا السواد والجو الرجيم، وهى شجاعة لا قبل لى بها، وأخاف فعلاً أن أكتب ربع ما كتبته، هناك شاعر عراقى لا أذكر اسمه كان يتغزل فى حبيبته، فراح يتخيل تعفن جثتها، والأجزاء الجميلة التى سوف يأكلها الذئب منها.. رواية "نيكروفيليا" جاءت من نفس العالم تقريبًا.

رواية نيكروفيليا تناولت الأحداث بدقة عالية واختارت أسماء الشخصيات ببراعة.

بطلة الرواية كانت منسية اسمًا على مسمى كما يقولون، ومن اسمها الذي اختارته بعناية نسجت الكاتبة خيوط الرواية المتماسكة المعنى؛ حيث التركيز علي أعراض المرض النفسي الذي أصاب منسية منذ الصغر والأسباب التي أدت إليه وتطوره.

استعانت شيرين هنائي بأبيات شعرية للتخفيف من حدة الحالة المزرية التي وصلت إليها بطلة الرواية.

التسلسل في فصول الرواية مع روعة التصوير مع الدقة والاحترافية في تصوير الحالة النفسية لأبطال الرواية وخاصةً منسية تجعل قراءة رواية نيكروفيليا وكأنك تشاهد فيلماً سينمائياً.