تحميل رواية 1919 pdf أحمد مراد

رواية 1919 هي الرواية الثالثة للروائي الشاب أحمد مراد ، وهي صادرة عام 2014 بعد كل من رواياته الثلاث الأولى: فرتيجو و تراب الماس والفيل الأزرق ، وقبل روايتيه الأخيرتين أرض الإله و رواية موسم صيد الغزلان.

هذا ويمكن تصنيف رواية 1919 كرواية تاريخية؛ إذ يغوص أحمد مراد من خلالها في فترة من أغنى فترات التاريخ المصري الحديث بالأحداث وهي فترة ثورة 1919.

رواية 1919 رواية تاريخية أخرى جديدة

تشكل رواية 1919 نقطة محورية في مسار أحمد مراد، وهي تمثل التحول من الكتابة في مجال الأدب الواقعي - الممتزج بطبيعة الحال ببعض الخيال والفنتازيا - الذي تمثله الروايات الثلاث الأولى إلى أدب الروايات التاريخية الذي تنتمي إليه هذه الرواية والرواية اللاحقة أرض الإله .

خوض أحمد مراد في مجال الروايات التاريخية قد يعد إشارة على اهتمامات خاصة للكاتب بمجال التاريخ والبحث والقراءة فيه؛ إلا أن هذا لا يعني أن تؤخذ كتاباته في هذا المجال على نحو مسلم به؛ إذ يجب دومًا البحث والرجوع إلى أمهات الكتب المتخصصة تاريخيًا للتحقق من مدى صحة المعلومات التاريخية الواردة في أعماله التاريخية.

على أن هذ لا يعد تشكيكًا في مصداقية أحمد مراد بقدر ما هو محاولة لفصل الأحداث التاريخية عن الخيال والحبكة الدرامية التي يتطلبها العمل، كما أن هذه ليست الطريقة المثلى دائمًا للتعامل مع " رواية " إذ يجب أن يكون في الحسبان دائمًا أن خيال الكاتب وإبداعه الشخصي في رسم الأحداث التاريخية قد يحملها بعيدًا عن حقيقتها المثبتة في كتب التاريخ، وهو أمر لا يعيب الكاتب وإن كان يمثل معادلة صعبة وتحدي خاص للكاتب.

رواية 1919 تزخر بالأحداث البوليسية المثيرة خاصة وأنها تقوم على تصوير حركة المقاومة المصرية ضد الاحتلال الانجليزي إبان ثورة 1919.

ملخص رواية 1919

يعلق دكتور أحمد خالد توفيق أديب الرعب الكبير على رواية 1919 ملخصًا إياها في بضع كلمات قائلًا:

"في رواية 1919، سيختطفك أحمد مراد في آلة زمن، ليهبط بك في حقبة تغلي فيها القاهرة بالأحداث .. وثبة زمنية إلى عالم متشابك يمسك المؤلف مقتدرا بكل مفاتيحه، بين سعد زغلول وتعنت البريطانيين قصة الوفد ومقهى "متاتيا" جماعة سرية تعمل تحت مقهى "ريش" وعوالم البغاء المقنن .. شخصيات عديدة سوف تتعاطف معها أو تمقتها، أو تفعل الشيئين بلا تحفط، بحوار مفعم بالحيوية حتى لتوشك على سماعه يتردد في أذنك، وتفاصيل تاريخية مضنية ودقيقة. سوف تدرك أن البعض مازال مصرا على الجدية والإتقان."

آراء القراء حول رواية 1919

كعادة الآراء النقدية وآراء القراء حول أي رواية لم تتفق الآراء حول العمل، على أن معظم الآراء الناقدة لرواية 1919 تركزت حول بعض المغالطات التاريخية الواردة في الرواية، فضلاً عن بعض الأخطاء المنطقية في حبكة الرواية؛ إلا أن هذا لم يثني معجبي ومتابعي أحمد مراد عن الإطراء على العمل والإطراء على أسلوب أحمد مراد - المميز بلا شك - في السرد ورسم الشخصيات.

عشاق الروايات التاريخية كانوا على موعد مع هذه الرواية المميزة وهي نالت استحسان الكثيرين منهم؛ ولاسيما لجرعة الدراما العالية التي يقدمها أحمد مراد في الرواية والتي دفعت البعض للتعبير عن حزنهم عند الانتهاء من قراءة الرواية ومن النهاية المأساوية لكثير من أبطال الرواية.

من داخل رواية 1919

"التل الكبير.. الإسماعيلية

ترجرجت السيارة الكروسلي نصف النقل على الطريق المغبرة المفروشة بالحجارة الصغيرة، عجلاتها الرفيعة تحفر وائها خطين متعرجين بسرعة 50 كيلومترًا/ ساعة، محركها يزمجر من وطأة الحمولة المغطاة بالضّمّور فوق ظهرها، وماسورة عادمها تطلق دخانًا أسود كثيفا وفرقعات كطلقات الرصاص كل بضع قوان..

وراء عجلة القيادة جلس عبد القادر"الجن" شاب في العقد الرابع ورث لقبه وجسده الخمري المفتول من والده شحاته الملقب بـ"الجن"، فتوة حي "السيدة زينب" لخمسة عشر عامًا خلت.. ولا يزال.

حين اقتربت السيارة من معسكر الإنجليز أطلق عبد القادر نفيره منبهًا، رمقته قوة التأمين من فوق المدرعة الرابضة أما الباب الحديد الكبير، بحركة روتينية وجهوا ناحيته فوهة رشاش "فيكرز" وبرز من كشك الحراسة رقيب أحمر الشعر ملثم بكمامة قماشية غطت نصف وجهه، توقف عبد القادر قربه بفرملة عنيفة أثارت الأتربة وزحفت السيارة على الحصى مسافة كادت ترطمها بالمدرعة، نزع شاله من أمام فمه العريض وأنفه الحاد قبل أنيحيي الرقيب بابتسامة عريضة ويناوله تصريحًا كان في جيبه.

-جود مورنينج.. التموين وصل."